Friday 29 April 2011

الزراعه في العراق وكوردستان-الجزء الرابع

د.الطريق الى الامام
ان الوضع الحالي للقطاع الزراعي في العراق وكوردستان ضعيف جداً ويجب اتخاذ الاجراءات الفورية اللازمة للنهوض بهذا القطاع الحيوي واصلاحه. ان القطاع الزراعي لاي بلد في العالم يشكل القاعدة الاساسية للوصول الى تحقيق الامن الغذائي كما يوفر عمل لقطاع كبير من السكان. اذ فرص العمل المتاحة ستكون ليست مقصورة على العمل الزراعي.  انه من الضروري جداً العمل على توفير الحماية للقطاع  الزراعي وكذلك حماية مصادر المياه والاراضي الزراعية للبلد بهدف زيادة مستويات الانتاج للسلع الغذائية الاساسية.

لقد حصلت على نسخة من الخطة الاستراتيجية التي وضعتها منظمة الاغذيه والزراعة الدولية (FAO  ) للنهوض بالواقع الزراعي العراقي من وضع الطوارىء الى وضع النمو والتطور. ان خطة منظمة الغذاء والزراعة الدولية هي خطة متوسطة المدى لمساعدة العراق. ان كوني موظفاً سابقا في منظمة الغذاء والزراعة الدولية وقد شاركت في العديد من الخطط وكنت في الواقع رئيس الفريق المكلف باعداد هكذا خطه للنهوض بواقع الصومال مابعد الحرب الاهلية فيها(1994). من خلال تجربتي الشخصية ان مثل هذه الخطط قابلة للتطبيق في دول العالم الثالث الفقيرة التي لاتمتلك الموارد المالية او الكوادر الفنية التي تدعم مثل هذه الخطط. ولكن هذا هو ليس الواقع الحال في العراق الذي يملك الموارد المالية والكوادر الفنية اللازمة للنهوض بعملية التطور. وفي الواقع يصح القول بان في محافظة عراقية واحدة يمكن العثور على كل الفنين المتخصصين في كافة جو انب العملية الزراعية بعدد يوازي عددهم في جميع اقطار مجلس التعاون الخليجي.



 ان منظمة الغذاء والزراعة الدولية" الفاو" تطلب دفع ما مقداره 13.5% كتكاليف ادارية عند ظهور كلمة تطوير(Development ) في خطة اي تقدمها (ان مثل هذه الاستقطاعات يتم اخفائها عن الدول ذات العلاقة).
لاجل تطبيق وتنفيذ مثل هذه الخطط  تحتاج الى فنين غالبية اللذين يتم استخدامهم من قبل منظمة الغذاء والزراعة الدولية ياتون من دول العالم الثالث  الفقيرة لان مثل هذا العمل يعني لهم تحسين مستوى معيشتهم وان العديد منهم يتم توظيفهم من خلال العلاقات الشخصية او من خلال علاقات القربى التي تربطهم بالموظفين السابقين ومثال على نوعية الموظفين هو ماجرى في العراق في عام 1991 ما بعد حرب الخليج الاولى.عندما تراس منظمات الامم المتحدة الثمانية العاملة في العراق سودانين من منطقة النوبة وان زهاء 95% من مجموع الموظفين الاممين كانوا من السودانين او الصوماليين, حيث كانوا يسيئون للكادر المحلي ويقومون باعمال منافيه لاعمالهم يكلفون بها من قبل اداري قسم المنظمات الدوليه في وزارة الخارجيه انذاك. هناك امثله كثيره لفساد  الفاو في كوردستان وقد اخبرت انا شخصيا رئاسة المنظمه بهذه التجاوزات ولكن رد المنظمه كان بارسل موظف مصري والحامل للجنسيه الكنديه للتحقيق "في المخالفات المزعومه في كوردستان" مع صديقه السوداني  السيد امير خليل والذي كان يراس المنظمه في بغداد.
بينما في المملكة العربية السعودية الواقعة الى الجنوب من العراق  ، كان "2007" و اعتٌقد مازال  ممثل الفاو  في الرياض من المغرب وان16  من مشاريع هذه المنظمه في السعودية كان يترأسها مختصون من شمال افريقيا. ان مثل هذا الموقف لم يعد مقبولا في العراق الذي يملك الكوادر الفنية القادرة على تنفيذ مثل هذه الخطط  والمشاريع التنمويه.
    لازالت منظمة الغذاء والزراعة الدولية تعتبر العراق ليس في موضع اولوية فورية ولكن هم يعلمون بالمبلغ الكبير المخصص للعراق من خلال هذه الصفقة (زهاء 95 مليون دولار وهو يعادل ثلث التخصيصات المالية السنوية للمنظمة )، وبذلك يكون المبدأ الذي بني عليه التقريرخاطىء. كذلك يتطلب الامر طرح سؤلاً مهماً وهو لماذا ذهب العراقيون الى الاردن للتوقيع على وثيقة الاتفاقية ولماذا تم تكليف موظف ذو موقع بسيط في المنظمة (ممثل محلي اردني للمنظمة في الاردن ) للتوقيع على هكذا وثيقة مقابل وزير عراقي واحد واربعه مدراء عامين. انا لم اسمع بهكذا موقف طيلة مدة خدمتي في المنظمة والتي بلغت زهاء ربع قرن. كذلك تجدر الاشارة انه لم تتم الاشارة الى حكومة اقليم كوردستان  KRGضمن الجهات المستفيدة المذكورة في مقدمة الوثيقة  ممايشير بوضوح الى ان جميع الشؤون يتم التحكم بها من قبل الحكومة المركزية .
       لقد حصلت على وثيقتين باللغة العربية، عنوان الاولى هو التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في العراق والاخرى كان عنوانها ماذا تم تحقيقه من قبل وزارة الزراعة للفترة من عام( 2006-2009). ان الوثيقة الاولى تحوي على الكثير من الامنيات الحالمة. بينما تحوي الوثيقة الثانية على 63 فعالية  تشمل جميع جوانب القطاع الزراعي. التي يتطلب الامر التدقيق فيها لاجل التوصل الى حقيقة واقع الحال من ناحية الاكتفاء الذاتي. ان ماموجود على الورق يجعل الامر يبدو جيداً، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا :هل ان مخرجات هذه الفعاليات هي فعليا مستدامة، كما انه  ليس هناك اي اشارة  الى اقليم كردستان اطلاقاً في اي من هذه الوثائق.
انا اقترح ان يتم اخذ 4 من هذه الفعاليات عشوائياً ودراسة ما يخص كلفتها، ومدى استدامتها والفوائد المتوقعة منها على المدى الطويل.

No comments: