ان معظم البلدان تهتم كثيرا بأمنها الغذائي وتضع حلول مستقبلية لهذه
المشكله الاهم في استمرارية البقاء السليم والصحي للبشرية . ان بعض الدول الغنيه -
وعادة تكون دول نفطية - لاتملك مقومات زراعية اخذت تبحث عن اراضي زراعية خارج
حدودها لانتاج اغذية لشعوبها وحتى التجاره بمنتجات الاراضي المستحوذة عليها من قبل
هذه الدول. الاستحواذ على الاراضي الزراعيه من خارج الحدود قد سمي بالاستعمار
الجديد الزراعي.
ان
الدول العربيه الغنيه وخاصتا الخليجيه منها منهمكه ومنذ سنوات في الاستحواذ على
اراضي زراعيه في الدول الفقيره او من دول
تحكم من قبل حكومات غير نزيهه . وقد نشطت بعض الدول العربيه في ابرام
الكثير من هذه الاتفاقيات المشبوهه. ومن الأمثلة على هذه الاتفاقيات تلك
التي أبرمت بين قطر و كينيا، حيث ستستغل قطر بمقتضاها 40 ألف هكتار من أخصب
الأراضي الزراعية الأفريقية مقابل بناء ميناء لكينيا على المحيط الهندي بكلفة 3
مليارات دولار. فبخلاف ما حصلت عليه في كينيا فإنها بصدد الحصول على أراضى في كل
من كمبوديا و فيتنام. الإمارات العربية المتحدة هي الاخرى تحاول استغلال 30 ألف
هكتار في السودان و على ضفاف النيل لزراعة الذرة و الأعلاف الحيوانية كما حصلت على
مليون هكتار في باكستان و هي بصدد الحصول على أراضى شاسعة في السودان و كازاخستان.
مملكة البحرين مثلا التي لا يزيد
سكانها عن قضاء عراقي، وأكثر سكانها من الأجانب، ولا تزيد مساحتها عن ناحية
عراقية، هذه المملكة الصغيرة التي لاتملك
اي مقومات زراعيه فقد توجهت إلى الفلبين وهي دولة يبلغ عدد سكانها نحو 90 مليون
نسمة، و 70% من مزارعيها وفلاحيها لايملكون أراض زراعية، ومع ذلك حصلت البحرين على
أراض زراعية بالفلبين لإنتاج الأرز ليتم استهلاكه بالبحرين، وذلك حسب نشرة جوينت
بريس 24 يونيو/ حزيران 2009.
أستحواذ العرب الاغنياء على الاراضي الزراعيه توثر سلبا
على الامن الغذائي في المنطقه
الدول الخليجيه "الجافه" ومنذ الازل تحلم بالوصول لمياه دجله والفرات والنيل. أن العولمه
والدولارات النفطيه قد فسحت المجال لهذه الدول بتحقيق احلامها القديمه . لقدعجلت
الزيادة المضطرة لأسعار المواد الغذائية على الصعيد العالمي خلال الثلاث سنوات الماضيه بعمليات الاستيلاء على ألأراضي
الزراعية ضمن ميكانيزم عمل الاستعمار الزراعي الجديد والياته الاقتصادية والسياسية
، وفي هذا المجال بدأت دول الخليج وعدد من البلدان الأسيوية والأوربية بعمليات
منظمة للاستيلاء على الأراضي الزراعية في البلدان الفقيرة والأشد فقرا، وذلك ضمن
مفهوم وأجندة الأمن الغذائي وإستراتيجيته التي أصبحت ألأهم بالنسبة للدول والكتل
السياسية والاقتصادية. أن الاتفاقيات والاستحواذات التي قام بها بعض الدول العربيه
و المذكوره اعلاه تعود لسنوات ماضيه. اما العقود او الاستحواذات الحديثه والتي
عقدت خلاال السنتين او الثلاثه الماضيه
للدول العربيه وخاصتا الخليجيه فهي مجدوله ادناه وكلها موثوقه من منظمة جرينGRAIN
الامريكيه الغير الحكوميه.
أستحواذ العرب الاغنياء على اراضي زراعيه تركيه وتاثيره المباشر
على العراق
إن رغبة وجهد الدول
الخليجية وبالاخص السعودية والإمارات بالحصول على الأراضي الزراعية في تركيا يعتبر
عامل إضافي لتركيا بالإسراع ببناء شبكة سدودها التي تنعكس آثارها الكارثية على
العراق والموقف السعودي والإماراتي ( ابو ظبي ) يختلف عن الموقف الأوروبي المسئول حينما
رفضت دولها وانسحبت من تمويل تلك السدود وذلك لمعرفتها بمدى تأثيراتها الداخل
التركي وعلى العراق بشكل اكبر.
أستحواذ العرب الاغنياء على اراضي افريقيه وتاثيره المباشر على مصر
أن مصر
هي الدوله العربيه الاخرى التي تتاثر بهذا
الاستعمار الجديد الزراعي العربي. حيث ان الاستحواذ على الاراضي الزراعيه
في الدول المتشاطئه على النيل مثل السودان
واثيوبيا ستوثر على كميات المياه التي تصل الى مصر والتي بالكاد تسد احتيجاتها في الوقت الحاضر. أن
المصريين يومنون ويلتزمون بالاخوه
والتعاون العربي لذا لاينبسون بحرف حول مايعمله اخوتهم العرب الخليجيين بالامن
الغذائي لاكثر من 83 مليون مصري عربي. ان مصر دائما ما تراقب الأوضاع في الدول
التي ينبع ويمر فيها النيل وتتأكد أن حصتها مؤمنة، وأننا على يقين أن أحدا لا يجرؤ
على المساس بمياه النيل، ان مصر وللاسباب التي ذكرت اعلاه تغض الطرف عما يقوم به
اخوتهم العرب الخليجيين على ضفاف النيل في
الدول التسعه المتشاطئه على النيل جنوبا.
ان اهم مشكله تواجه مصر هي المياه واستمرارية نهر النيل. لقد حافظت الحكومات المتعاقبه المصريه على استمرارية مجرى النيل واستعملت مصر طرق كثيره مع الدول المتشاطئه التسعه واهمها كانت القوه العسكريه ودبلوماسيتها النشطه. الحكومه المصريه الحاليه ربما ستجد صعوبه شديده لو ارادت الحفاظ على المستوى المعهود لنهر النيل شريان مصر. اننا نعتقد بان تعين الدكتور قنديل رئيسا للوزاره المصريه حديثا وتعين الدكتور صفوت عبد الدائم رئيسا لديوان مجلس الوزراء لم تاتي اعتباطا فالاثنان خبيران متميزان في شوون المياه ولكن ستكون مهمتهما شاقا.
No comments:
Post a Comment