هناك اربعة عوامل مهمة يجب ان تؤخذ بنظر الاعتباروبسرعه لاجل ضمان مستقبل الزراعة ولتحقيق نوع من الامن الغذائي وهي:
اولاً: الحصة التموينية:
يجب ايقاف او التقليل من اعتماد السكان على مفردات الحصة التموينية. وخلال فترة زمنية يجب التوقف على استيراد مواد هذه الحصة من الطحين، الرز، السكر والزيت. ان المليارات من الدولارات التي تصرف للاستيراد يجب ان تعطى وتخصص لدعم تنمية القطاع الزراعي واستدامته. ان التخصيص المالي الخاص بكردستان والبالغ زهاء 1.5-2 مليار دولار سنويا يجب ان يستخدم في دعم القطاع الزراعي. ان الحكومةالعراقيه تصرف من5 الى6 ملياردولار سنويا على شراء مواد الحصص التموينيه و يستورد التجاراضعاف ذالك الرقم من المواد الغذائيه والمشروبات من وراء الحدود. واما نوعية الاغذيه المستورده وسلامتها فالصحف العراقيه تكتب يوميا وباستمرار عن هذا الموضوع المهم والخطير.
ان التساؤل هنا هو: هل ان كل هذه المبالغ او جزء كبير منهأ يجب ان يخصص للقطاع الزراعي؟ ان تنمية والدعم الجدي للقطاع الزراعي ستقود الى استغناء اقليم كوردستان عن مواد الحصة التموينية قبل بقية اجزاء العراق وهذا بحد ذاته انجاز كبير.
أن التخلص من هذا الارث الذي تركه نظام صدام ولو بشكل تدريجي هو الحل الجذري للامن الغذائي للاجيال العراقيه القادمه. لقد نجح المصريين بوضع بعض الحلول لمشكله مشابه في بلدهم وياحبذا لو درسنا تجربتهم بدل الاستمرار على مانحن عليه.
ان الجميع العرقيين حاكما ومحكوما يشعرون بضرر الحصه التموينيه وعدم جدواه وكلفتها العاليه ولكن وبكل اسف لايجرء احدى بالكشف عن ما يشعر به
هناك حكايه هنديه قديمه عن نمر مفترس كان يفترس سكان قريه وهم نيام واصبح قصة النمر و ضحاياه اهم مشكله عند القرويين وفشلوا في ايجاد حل لشكلتهم. قرروا اخذ مشورة حكيم يعيش في قريه بعيده. ذهب جمع غفير للحكيم وبعد سماعه لمشكلتهم اوصاهم بتعليق جرس في عنق النمر للاستشعار منه عن بعد. استحسن الجميع نصيحة الحكيم الا رجل عجوز كان واقفا في اخر الجمع حيث قال وبكل هدوء ومن سيعلق الجرس في رقبة النمر؟. ياترى من سيطلق رصاصة الرحمه على الحصه التموينيه ومفرداتها الرديئه.
ألحل الاصلح لانهاء هذه التركه من النضام السابق هو ان تقوم وسائل الاعلام و منضمات المجتمع المدني والدوله بتوعية الشعب حول مضار و فوائد وبدائل وكلفة البرنامج ومن ثم اجراء استفتاء عام.
ثانياً: تاهيل القرية:
يجب البدء بتبني برنامج اقتصادي اجتماعي لاعادة تقيم سكان القرى والفلاحين ودورهم الاقتصادي في المجتمع. لقد اصبح من المعتاد سماع مصطلح((متخلف)) او(رجعي) يطلق على سكان القرى من قبل الجيل الشاب و المستوطن حديثا في المدن. ولقد شهدت مثل هذه الحالة شخصياً. ويبدو ان هناك جيل في كوردستان بعيداً كل البعد عن احتضان ثقافته ونسي جذوروه من خلال تأثره بالحياة العصرية.
ان الكثير جداً من المزارعين وعمال الزراعة ورعاة الاغنام وغيرهم قد جذبتهم حياة المدن للانضمام الى سلك الشرطة، الجيش، التعليم او انشغلوا بقيادة سيارات التاكسي وان بعضهم قد هاجر الى خارج القطر ليعمل في مجالات غير مجديه.
ان جميع العاملين في القطاع الزراعي هم ضروريون للبلد اذ انهم سيكونون العاملين المهمين في انتاج الغذاء للأمة. ان مثل هذه الرسالة يجب ان يتم ايصالها الى شباب الجيل. ان بقاء اي بلد واستمراره يعتمد على قدرة ذلك البلد في انتاج غذائه وإطعام سكانه. وليس من خلال لبس الملابس الاجنبية واستخدام الهاتف المحمول وغير ذلك من وسائل الحياة العصرية الاخرى. ان لوسائل الاعلام المختلفة ومؤسسات العلاقات العامة يمكن ان تلعب دوراً مهماً في هذا المجال الحيوي وإيصال الرسالة المطلوبة.
لقد حاول النضام السابق ازالت مقومات القرى وانتاجها واما الان فقد تحولت اكثرالقرى من وحدات انتاجيه الى وحدات استهلاكيه. أن التحدي الكبير للدوله و سياساتها الزراعيه(المبادره الزراعيه) هي اعادة القريه الى وحده انتاجيه.
ثالثاً: صناعات ريفية.
هناك عامل اخر لايقل في الاهمية عما ذكر سابقاً وهو دعم القرى الكردية التي تم تخريبها عبر سنوات الحرب والنزاعات الداخليه.لقد فقد حوالي 5000 قرية خلال فترة قصيرة من الزمن، وان سكانها اما قتلوا او تم تهجيرهم الى اماكن اخرى .يجب تبني برنامج تشجيعي لحث اهالي القرى للعودة الى قراهم والعمل على إعادة احيائها وتوفير المياه، المدارس، المراكز الطبية ووسائط النقل والطرق لتسهيل عملية تسويق منتجاتهم كما يجب تشجيع تربية الدواجن المنزلية، واستخدام جزء من الاراضي الزراعية لانتاج محاصيل الخضراوات .عدم المساس بالاراضي الزراعيه في القرى باي شكل و أعادة الصفه الزراعيه لاراضي تم الحصول عليها واستخدمت لاغراض غير زراعيه في غفله من الزمن.
يجب ان لاننسى بان قرى الجنوب والاهوار قد نالت هي الاخرى حصتها من التخريب والتهميش و تدخل الدوله في كل صغيره وكبيره وربط الانتاج بملاحم الرئيس والخطط الحزبيه القصيرة الامد وعدم اهتمام الساسه انذاك,وحاليا, بموضوع المياه الوارده الى العراق و دورالجيران في "الاهم" مشكله تواجه مستقبل العراق وشعب العراق.
ان استخدام جزء من الارض لانتاج محاصيل الخضر للعائله هي طريقة متبعة في بريطانيا منذ اكثر من قرن ولازالت مطبقه في الوقت الحاضر. ان الحكومة البريطانية ملزمه قانونياً بتوفير مثل هذه الاراضي وباجور رمزية لسكان كل منطقة وان هناك مساحات احتياطية تكفي لتلبية حاجات الزيادة السكانية لها. وانا شخصيا استفاد من هذا البرنامج.(بحث صغير حول هذا الموضوع سيتبع هذا الجزء.صوره على اليمين ( Allotments
رابعاً: الارشاد والتدريب.
هناك حاجة كبيرة لاستحداث مؤسسات مركزية للتدريب والارشاد الزراعي تعمل عى توفير المعلومات اللازمة للمزارعين وتدريبهم وكذلك تدريب المهندسين الزراعين والاطباء البيطرين .يوجد في العراق وكردستان خزين كبير من خريجي الجامعات الذين يمكن استخدامهم في هذه المراكز لتدريب المزارعين والعمل على نقل التقنيات الحديثة اليهم.ويمكن من خلال هذه البرامج اعداد مدربين يتولوا مهمة تدريب الاخرين. ان حلقة العمل ما بين الخرجيين و الفلاحين والرعاة غير متكامله ولاسباب كثيره, الدوله والتعليم وعدم جدية القطاع الخاص في الاستثمار الزراعي تتحمل الجزء الاكبر منه.
No comments:
Post a Comment